بيروت - شبكة قُدس: تواجه خطة انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية الجنوبية عراقيل كبيرة تضعها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس نوايا مبيتة للإبقاء على احتلال مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية. وتتمثل هذه الخطة الإسرائيلية في الاحتفاظ بثلاث تلال استراتيجية. والتلال اللبنانية الثلاث هي: حرج اللبونة في القطاع الغربي، وجبل بلاط في القطاع الأوسط، وتلة الحمامص في القطاع الشرقي، وهي مواقع تمنح الاحتلال قدرة على مراقبة واسعة للمناطق الحدودية اللبنانية.
ورغم التعهدات التي قُدمت خلال اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بتنفيذ وقف إطلاق النار، تواصل قوات الاحتلال خرق التزاماتها، حيث اقتصر انتشار الجيش اللبناني على نقاط محدودة دون الوصول إلى عمق البلدات. بالمقابل، تعرقل قوات الاحتلال خطة الانتشار عبر عمليات تفجير وتمشيط متزامنة مع تحرك الدوريات اللبنانية، كما حدث في عيتا الشعب والقوزح.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، عن مصادر وصفتها بالمطلعة؛ أن الخطة الإسرائيلية حظيت بدعم ضمني من المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين، الذي وافق على بقاء الاحتلال في التلال الثلاث بحجة أهميتها الاستراتيجية. وتتيح هذه المواقع غير المأهولة لقوات الاحتلال التحرك بحرية، ما يثير مخاوف من استخدامها لشن اعتداءات مستقبلية على لبنان.
ورغم إعلان خطة الانسحاب على ثلاث مراحل تمتد على 15 يومًا، تبدأ بالقطاع الغربي مرورًا بالقطاع الأوسط وصولًا إلى القطاع الشرقي، تعثرت الخطة منذ اليوم الأول. ولم تنفذ قوات الاحتلال انسحابها الموعود من غالبية البلدات المحتلة مثل الناقورة، اللبونة، الضهيرة، ورامية، في حين يقتصر انتشار الجيش اللبناني على أطراف المناطق دون التوغل في عمقها.
وفي ظل هذه العراقيل، تتزايد الشكوك حول نوايا قوات الاحتلال ومدى التزامها بمهلة الأسبوعين، خصوصًا في ضوء التقارير الإسرائيلية التي تشير إلى رغبة جيش الاحتلال في البقاء لما بعد فترة الستين يومًا المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وتثير الخطة الإسرائيلية مخاوف واسعة بين سكان المناطق الحدودية، الذين يخشون تأخر عودتهم إلى بلداتهم بسبب بطء انتشار الجيش اللبناني واستمرار الاحتلال في التلال الاستراتيجية.
على الصعيد السياسي، وجه وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم، رسالة قوية نقلت موقف حزب الله الرافض لأي تكرار للسيناريوهات التي حدثت في مطار بيروت. وأكد أن الحزب يدعم مرجعية القانون بشرط تطبيقه بعدالة، محذرًا من الانصياع للروايات الإسرائيلية التي تُروّج في الإعلام.
وتؤكد التحركات الإسرائيلية الأخيرة أن هدفها ليس فقط عرقلة انتشار الجيش اللبناني، بل تعزيز سيطرتها على تلال استراتيجية تمنحها اليد العليا في مراقبة الجنوب اللبناني، ما يمثل تهديدًا دائمًا للأمن والسيادة في المنطقة.
وفي سياق ذي صلة، أكدت مصادر سورية، توغل جيش الاحتلال برتل من الدبابات إلى بلدتي العشة وأبو غارة وفي مزرعة الحيران بريف القنيطرة الجنوبي.
وتهدف التحركات الإسرائيلية، داخل الأراضي السورية، إلى تدمير كل المصانع والمواقع العسكرية حتى تضمن أن لا تستخدم من قبل المعارضة أو الجماعات المسلحة، خشية أن يتحول أي نشاط عسكري داخل الأراضي السورية ضد الاحتلال الإسرائيلي مستقبلا، كما أنها تريد السيطرة بشكل مؤقت أو دائم، على بعض المواقع الاستراتيجية على الحدود لأنها تخشى أن تتعرض لأي هجوم من الجبهة السورية.
ويكمن أحد الأهداف الإسرائيلية في تدمير مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية، وكذلك قطع إمدادات حزب الله اللبناني من خلال الأراضي السورية.
أما الهدف الأهم بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، فيتمثل باستغلال حالة الفراغ السياسي وانشغال المعارضة السورية في محاولة ترتيب الأوضاع عقب سقوط الأسد؛ للاستيلاء على المزيد من الأراضي السورية بدعم أمريكي.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا